حركة التحرير الوطني الفلسطيني

"فتـــح"

بيان حركتنا

 

أخي يا إين فلسطين..

نحن نثق بك وبوطنيتك..

نحن نعتمد على حبك وإخلاصك لفلسطين الغالية وتحرقك للعمل من أجل الثأر وتحرير الأرض والخلاص من وأقعك الرهيب الدامي. لذلك.. نعرض إليك هذه الصفحات ونأتمنك على كل كلمة فيها.

أخي يا إبن النكبة..

أن كان لحديثنا هذا الصدى عندك فمرحبا بك مع العاملين من أجل معركة التحرير وإن توانيت.. راجين ألا يكون ذلك... فلنا ثقة في ضميرك الحق بأن تصون كل ما عملت منا وتحفظ ما عرفت.. سراً .. لا تفرط به في حديث أو تلميح.

أخي من أنت.. وحيثما كنت..

إن ركوب الثوار من أبناء شعبك يمضي بعزم صاعداً في ركب النضال الحقيقي ليفجر الثورة على الغزاة في أرضنا العربية المحتلة. وأن صرخة الواجب والضمير الوطني لتفرض عليك، يا أخي.. يا إبن فلسطين، من تكون.. وإينما تكون تكون، أن تشارك في تحمل مسؤولية العمل لتحرير وطنك السليب.

فلتسرع في أخذ مكانك بين صفوف الطليعة الثورية التي تعاهدت على التضحية والفداء من أجل إنبثاق ثورة شعبنا لتحرير دياره والثأر لكرامته.

لا تتردد.. لا تتريث.. ولا تقف بعيداً عن الموكب الذي يشق طريقه خلال ظلماته المأساة ليلتقي مع الفجر.

فجر الكرامة..

فجر الثورة..

فجر فلسطين حرة عربية..

وإلى الأمام .. حتى النصر..

 

حركة التحرير الوطني الفلسطيني

(فتــــح)

 

نبذة تاريخية..

 

لقد تعرضت فلسطين لأبشع أنواع المؤامرات على الصعيدين العربي والعالمي. وكانت المؤامرات تتجه دائماً نحو هدف محدد واحد.. وهو إغتصاب أرض فلسطين المقدسة وإعطاؤها لقمة سائغة لليهود والصهاينة بعد شل أيدي عرب فلسطين من الدفاع عن حقوقهم.

ولقد وقعت الكارثة والشعب العربي في كل مكان يعيش تحت ظروف قاسية من تسلط الحكام والمستعمرين.. وكانت الحكومات العربية أداة طيعة في أيدي الإستعمار والصهيونية.

وقعت الكارثة في غفلة من الأمة العربية ولم يكن أبناء فلسطين غافلين عن قضيتهم مطلقاً.. كانوا متيقظين.. فقد صارعوا الانتداب البريطاني الصهيونية العالمية وصمدوا ثلاثين عاماً وقفوها وحيدين في المعركة وذاقوا خلالها كل ألوان الإضطهاد الإستعماري، وقدموا الآلآف من الشهداء الأبطال والضحايا الأبرياء بثوراتهم العديدة وأيام كفاحهم الطويل.

وحينما إنتزعت الدول العربية زمام المبادرة من الشعب الفلسطيني بأمر من المستعمرين، فتحوا المنافذ للإستعمار والصهيونية، فحولوا شعب فلسطين إلى قطيع من اللاجئين البائسين. وبعدها منعت الدول العربية جميعها بأمر من الإستعمار والصهيونية أيضاً شعب فلسطين العربي من التجمع والتكتل للإستعداد لإستعادة وطنهم. وكقناع وضعت هذه الدول فئات تافهة متنافرة بقدر تنافر هؤلاء الحكام تتحدث باسم شعب فلسطين كما يريد الحكام المأجورين والانتهازيون أو ما يطلب المستعمرين منهم أن يقولوا.. لقد تشتت شعب فلسطين على أيدي الصهاينة وبعض الحكام العرب. وإستمر هذا التشرد رغم تغيرات جوهرية حدثت في البلاد العربية، وزيادة على هذا الضياع لشعبنا فقد عملت دوائر الصهيونية والإستعمار ومن يدور في فلكها على تلطيخ ماضي شعب فلسطين الوطني باتهامات بيع الاراضي والخيانة وغيرها.

وبدلا من أن تحضر الحكومات العربية شعبنا للاستعداد لمحاربة الصهيونية واسترداد وطنه المغتصب فانها زجت افراده في خلافات ضيقة تخدم اغراضها انتهازية كان من اثارها تحقيق مارب اليهود والاستعمار. فكان تشتيت ومطاردة وملاحقة شعبنا باسلوب همجي أدى للحط من محاطين بنظرات قاسية حتى من افراد الشعب العربي الذين وقفوا الى جانب عرب فلسطين وخبروا صلابته في جميع مراحل كفاحه الماضية. وقد غطى الحكام العرب واقع القضية امام شعوبهم بمعارك وهمية وصيحات تخديرية امتدت بالنكبة هذه السنين الطوال وكادت القضية أن تنطمس لولا الايمان الذي بقى في النفوس الطيبة لشعبنا المتعطش للثأر والعودة. ولقد برهنت الاحداث المتلاحقة ان شعب فلسطين لا يزال حياً يقظاً فلم يندثر كما ارادوا له بل بقي مع جوعه ومرضه وخيمته ونكبته.. مخلصا وفيا صلبا في الدفاع عن حقوقه فلم يرضخ لسياط المستعمرين وعملائهم، بل بقي أقوى منهم في المنطقة العربية وبقى الشعب العربي يحمل شعارات رسمها شعب فلسطين عام 1948 بل بقيت هذه الشعارات رغم الزيف والخداع أدق مقياس للوطنية والثورية.

 

تطورات القضية...

 

ولم تعالج قضية فلسطين على مستواها منذ النكبة. بل سارت مع مختلف الظروف بين مد وجزر.. بين ميوعة وصلابة.. وعروض ومساومات.. وذلك حسب أهواء ومصالح من تصدروا لمعالجتها. لذلك لم تبرز لدى هذه الحكومات سياسة وطنية ثابتة تنسجم واماني شعب فلسطين. تلك الاماني التي وضعها نصب عينيه ليس للصهيونية فيها مكان بل كانت تلك الحكومات تنتهج سياسة المطالبة بانصاف الحلول بصورة تخاذلية مؤلمة. وكادت قضيتنا أن تبقى مجمدة يتكاثف الغبار عليها ويتسرب التاريخ الى سطورها ليمحوها سطرا بعد سطر وتتطمس معالمها واحدة بعد الاخرى وذلك لو لم تنبثق طليعة من الشعب العربي الفلسطيني مسكت بزمام القضية وباشرت سياسة ثابتة وخطة مدروسة أرتفعت بالقضية في صعيد الانتهازية والشعوذة والدجل إلى صعيد الوطني الثوري البناء.

 

حتمية انبثاق الحركة..

 

ايا كانت الاسباب التي ادت الى ضياع فلسطين فان ذلك لا يغير حقيقة الواقع الذي يعيشه شعب فلسطين الان... أن شعبنا يعيش الهزيمة الوطنية.. ويقاسي نكبتها الاليمة منذ نشاتها. لو تتح الحكومات العربية لشعبنا أن يتجمع ويوحد صفوفه ويخطط منهاجها ثوريا بناء لاسترداد وطنه. ولذا استمرت اوضاعنا تسير من سيء الى أسوا وتمزق شعبنا وتفرقت صفوفه وتعددت به السبل وظهرت بيئة مختلفة وتفرقت صفوفه وتعددت به السبل وظهرت بيته مختلف الشعارات لكن بارقة امل لم تظهر.. بل اصبح الجو مليئا باصوات الخيانة وتصريحات المتخاذلين ووجدت هذه من بدافع عنها حينما يخمد كل صوت يبرز لمعارضتها.

واختنق شعبنا برائحة اليأس والخيانة.. ورائحة البؤس والمرض.. ورائحة الضياع المر، والشقاء الاليم.

وقد اشتدت الخلافات بين الدول العربية وتحولت الانظار عن ارض المعركة. وقامت غالبية الحكومات العربية باستغلال شعب فلسطين وقضية بلاده بمناسبة ودون مناسبة. واذا كان بينهم مخلص لقضيتنا فقد جعلت هذه التيارات اخلاصه قليل الحظ من النجاح.

ونتيجة لذلك امتد عمر النكبة... وتتابعت اعوامها دون ان يبدو في الافق بريق من امل وابتعد العمل الثوري عن ارضنا المحتلة.. فتشعبت الاراء وابتعد معظمها عن جوهر القضية. ونتيجة لذلك تبلبلت الافكار وطغى في النفوس التخاذل واليأس.. وانتشرت اللامبالاة.. وظهرت الفردية .. واستبدت الانهزامية واضحت فلسفتها الحط من قدر أي عمل وطني والتنديد بكل رأإي ثوري.

لقد فقد الكثيرون الثقة بانفسهم ومن ثم حجبوها عن الجميع وتبعثرت الجهود واختفت معاني التضحية والفداء وازدحمت المنابر بعد ان اقفزت الميادين. ولما كان الشعب العربي الفلسطيني مكبلا بالحديد والنار في كل مكان.. ولما كانت التكتلات الموجودة بين صفوف الشعب الفلسطيني لم تعد القضية، واثبتت سنوات ما بعد النكبة فشلها في تحقيق اماني شعبنا في الاعداد لمعركة الثأر بروح ثورية بناءة، فانه يريد أن تنطلق من امال وآلام الشعب الفلسطيني وتهيئة معنويا وثوريا لاسترداد وطنه المغتصب واستئصال الكيان الصهيوني من بلادنا.

وان التهيئة للثورة لتحرير ديارنا السليبة قد أعادت الطمانينة الى نفوس المنكوبة وهدهدت حدة الالام التي يرزح شبعنا تحت وطأتها فامتلأت نفوس شعبنا بالثقة بقدرته على تحرير وطنه من الغزاة الصهاينة.

لقد فشل جميع من عالجوا قضيتنا لاننا كنا دائما مبعدين عنها. لذا كان شعبنا في امس الحاجة على طليعة تنظيم في حركة منظمة تقوده للثورة التي يراها السبيل القويم لمعاجلة قضيته وازالة نكبته.

 

حركتنا

 

حركتنا.. حركة وطينة ثورية منبثقة من صميم ارادة الشعب العربي الفلسطيني ووجدانه.

حركتنا... حركة تدعو الشعب الفلسطيني الى الوحده الوطنية الفلسطينية.

حركتنا.. حركة تهدف لخلق القضية الشخصية العربية الفلسطينية في الوجود العربي الدولي..

حركتنا.. بعيدة عن الاقليمية وتؤمن بأن فلسطين جزء لا يتجزا من الوطن العربي الكبير.

 

المبادئ الاساسية للحركة..

 

إن المبادئ الاساسية التي تؤمن بها حركتنا هي:

1-    فلسطين جزء من الوطن العربي الشعب الفلسطيني جزء من الامة العربية وكفاحة جزء من كفاحها.

2-    الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة وصاحب الحق في تقرير مصيره وله السيادة المطلقة على جميع اراضيه.

3-    الشعب الفلسطيني طليعة الامة العربية في معركة التحرير المصيرية.

4-    نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم ضد الصهيونية والاستعمار والامبريالية العالمية.

5-    معركة تحرير فلسطين واجب قومي تسهم فيه الامة العربية بكل امكانياتها وطاقاتها المادية والمعنوية.

6-  المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي صدرت أن تصدر عن هيئة الامم المتحدة او مجموع من الدول او اية دولة منفردة بشان قضية فلسطين والتي تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه باطلة ومرفوضة.

7-    الحركة الصهيونية حركة عنصرية استعمارية شبيهة بالحركة الفاشية والنازية.

8-    اسرائيل قاعدة استعمارية واداة في يد الامبريالية العالمية.

9-    الدفاع عن الديار المقدسة واجب عربي وديني وانساني.

 

اهداف الحركة..

 

ان الاهداف التي تسعى اليها حركتنا هي:

1-     تحرير فلسطين تحريرا كاملاً وتصفية دولة الاحتلال الصهيوني سياسيا وعسكرياً واجتماعياً وفكريا.

2-  اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة تحفظ للمواطنين الاصليين حقوقهم الشرعية دون تمييز في الدين أو العقيدة وتكون القدس عاصمة لها.

3-     بناء مجتمع تقدمي يضمن حقوق الانسان ويكفل الحريات العامة لكافة المواطنين.

4-     المشاركة الفعالة في تحقيق اهداف الامة العربية في تحرير اقطارها وبناء المجتمع العربي التقدمي الموحد.

5-  مساندة الشعوب المضطهدة في كفاحها لتحرير اوطانها وتقرير مصيرها من اجل بناء صرح السلام العالمي على اسس عادلة.

وتؤمن الحركة بضرورة الحياد في طريقها.. فلن تنحاز لاي جبهة ضد الاخرى ولكنها ستكون بالمرصاد لاي جبهة تضر بمصالح القضية الفلسطينية.

وهي مستقبل العون غير المشروط من المصادر النظيفة..

وستمضي في طريقها مستنيرة باراء المخلصين في دينا العرب غير تابعة.. ولا خاضعة أو موجهة بل مدفوعة بقوة الشعب العربي في كل مكان.

 

اسلوب الحركة..

 

ان اسلوب حركتنا من اجل الوصول الى اهدافها هو:

1-  الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين بالاعتماد على الشعب العربي الفلسطيني كطليعة واساس، وعلى الامة العربية كمرتكز كبير للتنفس من خلاله تدريب واعداد وامداد ومشاركة.

2-  التأكيد على كون الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيكاً، واعتبار الثورة المسلحة للشعب العربي الفلسطيني عاملا حاسما في معركة التحرير وتصفية الوجود الصهيوني. وبالتالي لن يتوقف هذا الكفاح إلا بالقضاء عل مصدر العدوان وبتحرير فلسطين.

3-  السعي للقاء كل القوى الوطنية العاملة على ارض المعركة من خلال العمل المسلح لتحقيق الوحدة الوطنية، لان المرحلة الحالية هي مرحلة العمل الوطنية ضد العدو المحتل وهي تقتضي الوحدة الوطنية التي لا يمكن ان تتحقق عن طريق المفاوضات او المساومات او المزايدات المصاحبة السياسية خارج المعركة.

4-  العمل على ابراز الشخصية الفلسطينية بمحتواها النضالي الثوري في الحقل الدولي، وهذا لا يتناقض مع الارتباط المصيري بين الامة العربية والشعب العربي الفلسطيني.

5-  مقاومة كل الحلول السياسية كبديل عن تصفية الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين وكل المشاريع الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية او تدويلها او فرض الوصاية على شعبها من اية جهة.

6-  تقيم قيادة الكفاح المسلح مع الدول العربية الرسمية علاقات تهدف الى تطوير الجوانب الايجابية في مواقف هذه الدول بشرط الا يتاثر بذلك امن الكفاح المسلح واستمراره وتصاعده.

7-  تحقيق الترابط الفعلي بين الامة العربية والشعب الفلسطيني باشراك الجماهير العربية في المعركة من خلال الجبهة العربية المساندة للثورة.

8-  اقامة اوثق الصلات مع القوى التحررية في العالم المناهضة للصهيونية وللامبريالية والتي تدعم كفاحنا المسلح العادل.

9-    العمل على اقناع الدول المعنية في العالم بوقف الهجرة اليهودية الى فلسطين كاسهام منها في حل المشكلة.

 

الحركة واصالة شعبنا الثورية..

 

لقد عاصر الجيل الحاضر من ابناء نكبة فلسطين الثورات المتتابعة من اجل حرية الوطن واستقلاله.. ولقد فهم شبعنا منذ البداية بان الثورة هي السبيل الوحيد للقضاء على آمال الصهيونية والاستعمار الرامية لاغتصاب ارضنا.. ومنذ ان حلت افواج الغزاة بوطننا لم تشهد ارض فلسطين سنة غير دامية.. وكان شعبنا العظيم جبارا في كفاحه.. قارع وامكانياتها الهائلة.. ولم تضع منه فلسطين الا بعد أن ابعدته الجيوش العربية عن معركة وجوده اثر دخولها في الخامس عشر من أيار عام 1948.

ان الثورية في شعبنا لا تزال راسخة عميقة الجذور ولكن البؤس والشقاء قد غطى ملامح هذه الروح الثورية وها قد بدأت الآن تتفجر من شعبنا طاقات تحريرية زخمة بعد ان وجد ثوارنا البواسل من اعادلهم الثقة بنفوسهم. لقد كانت تلك الثورية بحاجة الى ابراز وصقل وعلى الطليعة الواعية من شعبنا وقعت مسؤولية ذلك حتى تعصف رياح الثورة العاتية بدولة اسرائيل فتجتثها.

 

طليعة الحركة..

 

كان لتصور احداث النكبة بما رافقها من قسوة ظروفنا وما حل بشعبنا من شدة الظلم وويلات التشرد أبعد الاثر في خلق النزعة الانفرادية واللامبالاة وعوامل اليأس والانهزامية بين كثيرين من ابناء وطننا. ولو أحس الناس جميعاً بالظلم وواجب التضامن لحظة، لعاشت الانسانية في جو فاضل لا بغي فيه ولا ظلم ولا عدوان. الا ان نواميس الطبيعة على مر العصور اكدت استحالة ذلك واثبتت انها لا بد وان تعود على الشعوب المظلومة بطليعة من ابنائها تكون اكثر شعورا واشد احساسا بوطاة الظلم، يندفعون مناضلين من اجل حرية شعبهم متنافسين ذاتهم ومصالحهم في سبيله. وقد يكون هذا النفر قليلاً اذا ما نسب الى الشعب الا ان قوة ايمانهم باهداف الشعب يطغي على الضعف ويرتقي بالطليعة الى امكانية توجيه الشعب وتعبئته للثورة في سبيل حقه.

وان على الطليعة ان تتناسى ذاتها في سبيل تحقيق الاهداف التي نذرت لها نفسها ووجدت من اجلها.. وهي اهداف الشعب.. وكلما تبلورت ذهنية الطليعة بالنسبة لواقعه كلما كانت احزم واسرع للوصول الى اهدافها.

 

انسانية الطليعة..

 

ان الشعب العربي الفلسطيني يعاني مرارة ضياع الوطن والتشرد والنكبة.. فهو الذي يواجه الماساة ويعيش ظروفها القاسية. وقد حرم هذا الشعب من حقوقه الانسانية في العيش والحرية والكرامة. وهو بجانب ذلك يعيش عرضة لشتى الاوبئة والامراض الاجتماعية والنفسية.

وان الطليعة من ابناء الشعب الفلسطيني قد اخذت بيد شعبنا لترفع من معنوياته وتعيد اليه الثقة بنفسه وتقوده في طريق الحرية والحياة الكريمة.

ان على هذه الطليعة من ابناء عرب فلسطين عبئا انسانيا كبيراً وهو تخليص المجتمع الفلسطيني من اثار النكبة كلها.. الجوع والمرض والتشرد وهدر الكرامة وكبت الحرية وسلب فتنهج ارقى انواع السلوك الوطني والاخلاقي والانساني.. وستذوب الطليعة مع شعبنا ليبزغ بهذا الاندماج فجر الثأر والحرية والعودة الكريمة الى الارض التي انطلقت منه حركة وطنية فلسطينية ثورية لتمزق ظلام الماساة.

 

الحركة والحزبية...

 

لقد دفع الزخم الثوري الذي يملأ جوانح شعبنا الى اندماج شبابنا في مختلف التكتلات الحزبية محاولا دفع هذا التكتلات الحزبية للعمل من اجل فلسطين.

واننا لا نريد هنا ان نقوم ببحث ايدلوجية هذه التكتلات، ولكننا معنيون بمعرفة نتائج اعمال هذه التكتلات الحزبية نحو وطننا السليب. لقد دفعت هذه الاحزاب افراد شعبنا الى خلافات جانبية فبدت قابلية الثورة عند الكثير منه ولم يطرح أي من تلك الاحزاب شعارا عمليا يؤدي مباشرة الى العودة. ولم تقم باي عمل جدي بل بعثرت الجهود وفرقت صفوف شعبنا وحجبت الرؤيا الصادقة وصرف انظار شبابنا بعيدا عن قضية فلسطين.

اننا نطالب بتجميد العمل الحزبي وانضوائه تحت راية حركة صفا واحدا بعيدا عن الحزبية التي اثبتت فشلها تجاه قضيتنا.

ولذا فان هذه الحركة لا تحمل ايدلوجية حزبية بل انها اعداد لعمل ثوري بناء.. ان حركتنا تنظم طليعة تسمو على الحزبية والاهواء والميول لتشمل جميع الشعب من اجل انقاذ الوطن المقدس ومن ورائه الشعب العربي كله.

 

الحركة ووضع شعبنا السياسي..

 

لقد ابعد شعبنا عن المجرى السياسي لقضيته منذ اول يوم في النكبة فاحدث ذلك فراغاً سياسيا كاملا لقضيتنا. وكانت خطة ابعاد شعبنا ومنعه عن العمل السياسي افظع جريمة ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني ادت الى المبوعة الحاضرة التي شوهت وجه القضية وانحرف بتيارها بعيدا عن المخططات العملية التي يريدها شعب فلسطين لتحقيق امنياته في الثأر والعودة.

ان حركتنا تدفع بالعجلة مطالبنا السياسية الى المستوى الوطني الذي يعتلج في صدر شعبنا منذ البداية. والحركة تفرض شعارات عملية وتضع الخطط المرسومة لتحقيق الهدف الكبير.. هدف تحرير الوطن المغتصب.. وان الحركة لا تعترف بانصاف الحلول.. ولا بقرارات الامم المتحدة بشأن فلسطين او غيرها من مشاريع الخيانة والتصفية. ان فلسطين عربية ويجب ان تعود كلها لنا عربية حرة ولا سبيل لذلك سوى ثورة منظمة تطيح بالوجود الصهيوني في ارضنا المحتلة.

 

الحركة ووضع شعبنا الاقتصادي..

 

يعيش شعبنا ضمن وضع اقتصادي استعماري مدروس.. فقد فطن الاستعمار ما للوضع الاقتصادي السيء من تأثير على الشعوب فوضع شعبنا في مركز اقتصادي حرج اذ ان السياسة الاقتصادية المبنية عليها احوالنا تقوم على ان يكون اعتمادنا على وكالة  الاغاثة الدولية الاستعمارية فتستطيع هذه الوكالة شل ايدينا وتفكيرنا عن العمل تحت ضغط الحاجة المتوالية او الضغط على شعبنا اقتصاديا ليقبل المشاريع الخائنة.. لو لا وقوف الواعين من ابناء شعبنا وامتنا العربية لاستطاع الاستعمار ان يحقق الشرعية لدولة الصهاينة في وطننا بتحقيق تلك المشاريع ابان فترات الجوع المظلمة التي مرت على شعبنا المناضل العظيم.. وان انبثاق الكيان الثوري يهيء لنا مجال معالجة اوضاعنا بانفسنا وفرصة تخطيط وضع اقتصادي لا يخصنا لمشاريع الاستعمار والصهيونية كما هو الحال الان.

 

الحركة ووضع شعبنا الاجتماعي..

 

لا ينكر احد مرارة الوضع الاجتماعي السيء الذي يعيشه شعبنا نتيجة النكبة. ان قسوة ظروفنا وشقاء معيشتنا وان حياتنا المؤلمة في المعسكرات وسائر مواطن تشردنا قد اثرت بعواملها على نفسية الكثيرين من ابناء النكبة.. فلقد طغت الفردية على اخلاق الكثير منهم وحاول البعض تناسي اثار النكبة وبالامبالاة والياس والتخاذل او الانانية. ولا يستغرب تفشي هذه الامور بين مثقفينا فهي امراض  لا يستعبد وجودها عند الامم الكونية.

وان الحركة ستعالج هذه النواحي بثوريتها لان الثورة تعيد الى النفوس الحائرة ثقتها وايمانها بنفسها وبعدالة قضيتها.

 

الحركة والوضع الثوري لشعبنا..

 

ان شعب فلسطين لم يذب رغم توالي السنين وان معاول النكبة لم توهن من عزيمته وصلابته.

لقد بقي شعبنا في غزة وخان يونس وجنين وطولكرم والقدس واريحا والخليل.. في كل مدن فلسطين وقراها.. وفي سائر المعسكرات اللاجئين ومواطن التشرد.. بقي شعبنا وفيا لوطنه، ثابتا على عهده، متكلا على نفسه، وتغلي روحه بالاصرار على الثأر وتحطيم المؤامرات الاستعمارية لتصفية القضية.. فلا صلح.. ولا تقسيم.. ولا اسكان.. ولا تهجير.. ولا توطين.. ولم يثنه عن اصراره جوع أو حرمان.. اغراء او وعيد.

هكذا ظل شعبنا الابي صامدا يقظا ينتظر اشراق فجر التحرير.

هكذا ظل وضعه ثوريا عنيدا وقادرا.. يشحذ همتنا ويقوي ايماننا ويسند انطلاق حركتنا لتحقيق اهدافها.

ان الحركة قد رسمت طريقها الثوري لاسترداد الوطن السليب. وان الثورة تشمل القطاعين العسكري والسياسي.

وهي تؤمن بان الثورة في فلسطين هي الحل الوحيد لاجتثاث دولة اسرائيل وان لنا من اصالة الثورية في شعبنا ضمانة ضخمة لتحقيق اهدافنا.

 

الحركة والعضو..

 

ان امالا عظاما مبنية على هذه الحركة بعد هذه النكبة الطويلة التي حورب شعبنا المنكوب خلالها من قبل الصهيونية والاستعمار والحكام.. حيث كبتوا انفاسه وفرضوا عليه اقامة جبرية في الخيام والمعسكرات ومنعوه من ابداء رايه او العمل للاعداد للثورة الكبرى.. ومن ثم اعباءا جساما نقع على كواهل اعضاء هذه الحركة، واننا امام هذه الحقائق التي تبرز من خلال  واقعنا الدامي الرهيب وحياتنا المريرة القاسية والظروف الصعبة المحيطة بشعبنا اينما كان... لمكرهون على العمل السري اذا ما اردنا العمل لانقاذ وطننا. ولذا.. فان السرية المطلقة واجبة على الاعضاء الذين يسيرون في طريق الحركة.. وان الكتمان والسرية والحذر من اهم المميزات التي تضمن لحركتنا سلامة الوصول الى يوم النصر.

ويجب ان يكون العضو على علم تام بان النتائج التي تترتب على التفريط في أي سر من اسرار الحركة ستعرضه لاعباء يصعب عليه تحمل اثارها وان أي بادرة قد تكشف عن هذه الحركة انما تضر بمصالح وطننا المنكوب وشعبنا المعذب.

فعلى العضو ان يلتزم بالسرية التامة في القول والعمل وبالنسبة لكل ما يتعلق بالحركة وعليه ان يلتزم بقسم الاخلاص لفلسطين الذي يقسمه قبل التزامه بالحركة.

 

قسم الاخلاص لفلسطين..

 

" أقسم بالله العظيم .. أقسم بشرفي ومعتقداتي.. أقسم ان اكون مخلصا لفلسطين.. وان اعمل على تحريرها بكل صمت وباذلا كل ما استطيع. واقسم الا ابوح بسرية الحركة وما اعرف من امورها. وهذا قسم حق.. والله شاهد.."

لقد حملت الطليعة من ابناء هذه الحركة امانة العمل لاشعال الثورة وتحقيق اهداف هذا الشعب وهي قد بدأت سيرها لتعاهد الله والوطن والشهداء على الصمود في هذا الطريق المليء بالاشواك والعقبات.

واننا لماضون في سبيلنا مهما كلفنا ذلك من جهد وتضحيات ودماء ولن نتراجع او نتردد والله خير شاهد.

 

عاشت فلسطين حرة عربية

        فتــــح